الغاز الإسرائيلي ومصر

ملف الغاز الإسرائيلي خضوع أم ورقة ضغط ؟!

رغم ما يُشاع ، ورغم كل الاتهامات ، سنقول الحقيقة ليعي من يعي ، وليتهمنا من يتهمنا:
الغاز الإسرائيلي ليس موجهًا إلى مصر للاستهلاك المحلي ، بل تتولى مصر فقط عملية تسييله في محطاتها بإدكو ودمياط مقابل عمولة، ليُعاد تصديره إلى أوروبا .. ومنذ اندلاع حرب غزة ، أوقفت القاهرة ضخ الغاز لإسرائيل ، ما دفع الأخيرة لتعويض النقص عبر استيراد الغاز المسال من
” الجزائر ” لتكفي احتياجات شعبها منه ..

هذه الحقيقة تمهّد لفهم ملف “مصر وغاز إسرائيل” من الألف للياء ، ودوره في موازين الطاقة والسياسة الإقليمية ، خاصة بعد تداعيات حرب أوكرانيا وروسيا وما تبعها من أزمة غاز طاحنة في أوروبا ، ويمثل هذا الملف إحدى أقوى أوراق الضغط في يد القاهرة ، فاستمرار تسييل الغاز الإسرائيلي أو وقفه يمكن أن يؤثر مباشرة على اقتصاد أوروبا وإسرائيل ، ويمنح مصر مساحة أوسع للتحرك السياسي بثبات وثقة أمام القوى الكبرى ..

إن الخلافات السياسية بين الدول لا تعني بالضرورة انقطاع العلاقات الاقتصادية ، فالعالم مليء بأمثلة لدول تتعامل تجاريًا رغم النزاعات ، النزاعات والحروب قد تثبط العلاقات التجارية مؤقتًا ، لكنها لا تقطعها بالضرورة على المدى الطويل ، فهذه هي سياسة عالمنا المترابط ، حيث يرتبط كل شيء بكل شيء ، وكما يُقال: “العالم قرية صغيرة” ..،
مصر نفسها ما زالت تتبادل السلع مع إثيوبيا رغم خلاف سد النهضة ، والمغرب كان له تبادل اقتصادي مع الجزائر قبل أن يتجمد مؤخرًا ، وحتى في قلب الحروب نجد تواصلًا اقتصاديًا كما كان بين روسيا وأوكرانيا في مراحل من النزاع ..

ومن اللافت أن كثيرين يصورون مصر وكأنها الدولة الوحيدة التي تتعامل مع إسرائيل ، بينما الحقيقة أن معظم دول العالم، بما فيها دول عربية ، لها علاقات اقتصادية مباشرة أو غير مباشرة معها ، بل حتى السلطة الفلسطينية نفسها ، وهي الحكومة الرسمية للشعب الفلسطيني ، لها تعاملات اقتصادية بحكم الواقع والاتفاقيات الموقعة ..

مخطط ملف الغاز المصري الإسرائيلي

2022 توقيع اتفاقية رباعية (مصر ، إسرائيل ، الاتحاد الأوروبي ، اليونان) لتسييل الغاز الإسرائيلي في مصر وتصديره لأوروبا ، مدة 3 سنوات قابلة للتجديد.

2022–2023 الغاز الإسرائيلي يتدفق إلى محطات إدكو ودمياط ، ومصر تحصل على رسوم التسييل والنقل.
أكتوبر 2023 اندلاع حرب غزة ، مصر توقف ضخ الغاز لإسرائيل لأسباب سياسية وأمنية.
أواخر 2023 إسرائيل تعوّض النقص باستيراد الغاز المسال من الجزائر 2024 حقل ظهر المصري يقل إنتاجه بسبب مشاكل فنية ، ما أثر على حجم التصدير .

2025 تعديل الاتفاقية ومدها حتى 2040 مع زيادة ضخ الغاز الإسرائيلي للتسييل في مصر ، إنقاذًا لأوروبا من أزمة الطاقة.

كتب أحمد البياسي

Related posts

Leave a Comment